للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأما المتوكل على الله عزّ وجلّ فقد وجد الاسترواح نوّه الله به ورفع قدره وقال:

{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}.

وأمّا من كان مستروحا إلى غيره يوشك أن ينقطع به فيشقى.

١٢٩٨ - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سئل الأستاذ أبو سهل محمد بن سليمان عن قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: «ماذا أبقيت لنفسك»؟ قال: الله ورسوله.

قال: هو التجريد لله بالكلية، وإدخال الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيه لمكان الإيمان وحقيقة التعلّق بالسبب في الوصول إلى المسبّب الأعلى أنّ عليه انقطاعه فإذا كمل توكّل المتوكّل وتحقّق فيه أخبر إن شاء عن السبب وإن شاء عن المسبّب لأنّ الكل عنده واحد لتعلق الفروع في الكلّ بالأصل.

١٢٩٩ - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان قال أبو حازم:

وجدت الدنيا شيئين: شيء هو لي، وشيء هو لغيري فأمّا الذي هو لي فلو طلبته قبل أجله بحيلة السموات والأرض لم أقدر عليه، وأمّا الذي هو لغيري فلم أصبه فيما مضى، فلم أرجوه فيما بقي؟ يمنع رزقي من غيري، كما يمنع رزق غيري منّي ففي أيّ هذين أفني عمري؟.

١٣٠٠ - قال سفيان وقيل لأبي حازم: ما مالك؟ قال: خير مالي ثقتي بالله تعالى، وإياسي ممّا في أيدي الناس.

١٣٠١ - قال: وقال بعض الأمراء لأبي حازم: ارفع إليّ حاجتك. قال:

هيهات هيهات رفعت إلى من لا تحجب الحوائج دونه، فما أعطاني منها قنعت، وما زوى عنّي منها رضيت.

١٣٠٢ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الصفّار، ثنا أبو


١٢٩٩ - أخرجه المصنف من طريق يعقوب بن سفيان في التاريخ (١/ ٦٧٩ و ٦٨٠).
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٣٧) من طريق سفيان عن أبي حازم سلمة بن دينار.
١٣٠٢ - أخرجه المصنف في الزهد الكبير له (٤٧٥) من طريق ابن أبي الدنيا-به.

<<  <  ج: ص:  >  >>