أي: وبعد أن يستعيذ يسن أن يبسمل يقول: [بسم الله الرحمن الرحيم]، وهذا قول جمهور العلماء.
لحديث أبي هريرة:(أنه صلى فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حتى بلغ: ولا الضالين، حتى إذا أتم الصلاة قال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله). رواه النسائي
• والأفضل أن يسر بها.
قال الترمذي:"وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن بعدهم من التابعين، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد".
لحديث أنس:(أنه صلى خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين). متفق عليه وفي رواية:(يسرون ببسم الله الرحمن الرحيم).
ولحديث عائشة قالت:(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة الحمد لله رب العالمين). رواه مسلم
ولحديث ابن عبد الله بن مغفل قال (سمعني أبي وأنا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: يا بني إياك والحدث في الدين، فإني صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر فلم يكونوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم). رواه الترمذي
ولأن البسملة تقاس على التعوذ، ولم يثبت أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ جهراً، ولم يقل أحد من أهل العلم بمشروعية التعوذ جهراً.
وذهب بعض العلماء وهو مذهب الشافعية أنه يجهر بها.
لحديث أبي هريرة الذي سبق، وفيه:(أنه صلى فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم … حتى بلغ: ولا الضالين، قال: آمين، ثم قال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. رواه النسائي
ولحديث ابن عباس قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم) رواه الدار قطني وهو ضعيف
والراجح الأول، لكن لو جهر أحياناً فلا بأس، ولذلك قال ابن القيم:"وكان -صلى الله عليه وسلم- يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم تارة ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في كل يوم خمس مرات أبداً حضراً وسفراً ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين وعلى جمهور أصحابه وأهل بلده في الأعصار الفاضلة، هذا من أمحل المحال".