للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خيار العيب]

م/ وإذا اشترى معيباً لم يعلم عيبَه فله الخيار، بين ردهِ وإمساكهِ.

ذكر المصنف - رحمه الله - هنا خيار العيب، وهو ما ينقص قيمة المبيع. (وقيل ما عده التجار المعتبرون في عرفهم منقصاً).

• إذا علم بالعيب بعد البيع فالمشتري بالخيار: إما الإمساك، أو الرد على البائع.

مثال: اشترى إنسان سيارة، فوجد فيها عيباً، فنقول أنت بالخيار: إما أن تمسكها أو تردها.

• الأرش: هو قسط ما بين قيمة الصحة والعيب. (أو قيمة هذا العيب وهو قسط ما بين قيمته صحيحاً ومعيباً).

مثال: اشتريت سيارة بعشرة آلاف، فوجدت فيها عيباً، فصارت قيمتها بالعيب سبعة آلاف ريال، فيصير قيمة العيب ثلاثة آلاف ريال وهذا هو الأرش.

• وقول المصنف - رحمه الله - (بين ردهِ وإمساكِه) ظاهره أنه لو أمسكها فإنه يمسكها من غير أرش.

وقد اختلف العلماء في هذ المسألة:

القول الأول: أن له الأرش إن أمسك السلعة.

وهذا المذهب.

قالوا: إن الثمن في مقابل المبيع عيناً وصفة، ولذلك العين الرديئة لها ثمن، والعين السليمة لها ثمن.

القول الثاني: أنه لا أرش، فلا يجبر البائع على دفع الأرش إذا أمسك المشتري.

وهذا ما مشى عليه المصنف هنا، وهو اختيار ابن تيمية رحمه الله.

لأن الأرش معاوضة جديدة لا يجبر عليها البائع إلا باختياره ورضاه.

القول الثالث: التفصيل: إن كان البائع مدلساً (عالماً بالعيب وكتمه) فإن المشتري يثبت له الأرش، وأما إذا كان لا يعلم بالعيب فلا أرش، لأن البائع دخل في هذا العقد على بينة، لأنه يعلم أن المشتري سوف يطالبه بالنقص، وهذا القول هو الراجح.

• قوله (لم يعلم عيبَه) مفهومه أنه لو علم فلا خيار له، لأنه دخل على بصيرة من الأمر ورضي بالعيب.

• لو اختلف البائع والمشتري فيمن حدث عنده العيب؟

مثال: لو اشترى سيارة، وبعدما ذهب بها رجع وقال: السيارة فيها عيب، فقال البائع: العيب حدث عندك؟ وقال المشتري بل العيب من عندك؟

مثاله: باعه عبداً ثم ادعى المشتري أن به عيباً (هو عرج مثلاً).

<<  <  ج: ص:  >  >>