. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقال تعالى (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا). فعلى قدر طاعتك للرسول -صلى الله عليه وسلم- تكون هدايتك.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار) رواه البخاري.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم).
ثالثاً: وأنه لا سعادةَ ولا صلاحَ في الدنيا والآخرة إلا بالإيمان به وبطاعته، كما قال تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ).
فكل ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو خير في العاجل والآجل، وكل ما نهى عنه فهو شر في العاجل والآجل
رابعاً: وأنه يجب تقديم محبته على النفس والولد والناسِ أجمعين.
لحديث أنس. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده) متفق عليه.
فمن علامات الإيمان الكامل محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من كل الناس حتى من النفس.
ولذا لما قال عمر للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أنت أحبّ إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال عمر: والله لأنت أحب إليّ من نفسي، قال: الآن يا عمر.
(الآن يا عمر) قال العيني: يعني كمل إيمانك.
فيجب تقديم محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على النفوس، والأولاد، والأقارب، والأهلين، والأموال، والمساكن، وغير ذلك مما يحبه الإنسان غاية المحبة.
وقد توعد الله عز وجل من قدم شيئاً من الدنيا [من أهل أو ولد أو مال] على محبة الله ورسوله فقال سبحانه (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
قال القرطبي في تفسيره: وفي الآية دليل على وجوب حب الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا خلاف في ذلك، وأن ذلك مقدم على كل محبوب.
• ومن أعظم ثمرات محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن ذلك من أسباب حلاوة الإيمان.
كما في الحديث السابق (ثلاث من كن فيه ...... ).
وأنه يحشر معه كما قال -صلى الله عليه وسلم- (المرء مع من أحب) متفق عليه.