للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

• إذا عجز عن السجود ببعض الأعضاء فإنه يسجد على بقية الأعضاء لقوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم).

• لم يذكر المصنف - رحمه الله - ماذا يقدم عند السجود، هل يقدم الركبتين أم اليدين، وقد اختلف العلماء في الأفضل على قولين:

القول الأول: أن السنة للمصلي أن يبدأ بركبتيه أولاً، ثم يديه.

وإلى هذا ذهب عامة أهل العلم، فهو مذهب أبي حنيفة والشافعي والمشهور عند أحمد، وإليه ذهب جماعة من الصحابة والتابعين. واستدلوا:

بحديث وائل بن حجر: (رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه) رواه أبو داود.

وهذا الحديث اختلف فيه العلماء، فضعفه جماعة: كالبيهقي، والمباركفوري، والألباني، وصححه جماعة: كالنووي، وابن القيم، والخطابي، وسبب ضعفه لوجود شريك بن عبد الله القاضي.

وشريك مختلف فيه بين أهل العلم، فهناك من وثقه، وهناك من ضعفه، وهناك من فصل، والأقرب أن هذا الحديث فيه ضعف، لكنه أقل من ضعف حديث أبي هريرة، لكن ما جاء في حديث وائل هو الثابت عن الصحابة كعمر وابن مسعود.

فقد أخرج ابن أبي شيبة عن عمر: (أنه يخر في صلاته بعد الركوع على ركبتيه كما يخر البعير ويضع ركبتيه قبل يديه).

ولحديث أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) رواه أبو داود.

قالوا: والإبل في بروكها تبدأ باليد، فينبغي أن يبدأ المصلي بالرجِل.

ويشهد لهذا فعل بعض الصحابة وكبار التابعين، فهو المنقول عن عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وإبراهيم النخعي، وأبي قلابة، والحسن، وابن سيرين.

قال الشيخ محمد بن عثيمين: "والبعير إذا برك يقدم يديه كما يعرفه من شاهده، فنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يضع يديه قبل ركبتيه، لأنه إذا فعل ذلك صار كالبعير".

القول الثاني: أن السنة البدء باليدين ثم الركبتين.

وهو المشهور عن مالك. واستدلوا:

بحديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ اَلْبَعِيرُ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ) رواه أبو داود.

وبشهد له حديث ابن عمر، والراجح - والله أعلم - القول الأول.

• يستحب أن يضع راحتيه على الأرض مبسوطتين مضمومتي الأصابع مستقبلة القبلة حذو منكبيه.

لحديث (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعتمد على كفيه ويبسطهما) رواه أبو داود.

ولحديث وائل بن حجر -رضي الله عنه- (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد ضم أصابعه) رواه الحاكم.

وعن البراء قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إذا سجدت فضع كفيك، وارفع مرفقيك) رواه مسلم.

ولحديث أبي حميْد الساعدي وفيه (ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته، ونحى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه). رواه أبو داود

والحكمة في بسطهما مع ضمهما: ليحصل بذلك كمال استقبال القبلة بها، وهو أعون على تحملها في أثناء السجود.

• يكره أن يفترش المصلي ذراعيه حال السجود:

لحديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب). متفق عليه، لما في ذلك من التشبه بالحيوان، ولأنها هيئة الإنسان الكسلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>