للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

م/ وأن يتراص المأمومون.

أي: وينبغي للمأمومين أن يتراصوا فيما بينهم وَحديث أَنَسٍ، عَنْ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ اِبْنُ حِبَّانَ.

[رصوا صفوفكم] من الرص، يقال رص العنان يرصيه رصاً إذا ألصق بعضه ببعض، ومنه قوله تعالى:} كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ {ومعناه تضاموا وتلاصقوا حتى يتصل ما بينكم. [وقاربوا بينها] أي بين الصفوف.

• وقد اختلف العلماء في حكم تسوية الصفوف على قولين:

القول الأول: أنه واجب.

وهذا مذهب ابن حزم، واختاره ابن تيمية والشيخ ابن عثيمين.

لقوله: (رصوا … ) وهذا أمر والأمر يقتضي الوجوب.

ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة). متفق عليه

ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لتسوون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم). متفق عليه قال الألباني: "فإن هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب كما لا يخفى".

ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من ورائي ظهري). رواه البخاري

القول الثاني: أنه سنة مؤكدة غير واجب.

وهذا مذهب جمهور العلماء.

لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ( … فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة) وفي رواية: (من كمال الصلاة) وفوت الكمال لا يستلزم البطلان، والراجح القول الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>