م/ وقال (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي اَلسَّحُورِ بَرَكَة) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ذكر المصنف - رحمه الله - حديث أبي هريرة (تسحروا .... ) ليستدل به على استحباب السحور.
• الحديث دليل على استحباب السحور، قال في المغني: "ولا نعلم فيه خلافاً " [أي في استحبابه].
وقال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن السحور مندوب إليه".
وقال البخاري: "باب بركة السحور من غير إيجاب، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه واصلوا ولم يذكر السحور".
ويشير البخاري إلى حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال (نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الوصال في الصوم فقال رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله؟ قال: وأيكم مثلي؟ إني يطعمني ربي ويسقيني، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً، ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخر لزدتكم، كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا).
• قوله (بركة) البركة في السحور تحصل بجهات متعددة:
o اتباع السنة.
o مخالفة أهل الكتاب، ففي صحيح مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة
السحر).
o أن السحور يعطي الصائم قوة لا يمل معها الصيام.
o أنه يكون سبباً للانتباه من النوم في وقت السحر الذي هو وقت الاستغفار والدعاء، وفيه ينزل الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا.
o مدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع.
o الزيادة في النشاط.
o ويسن تأخير السحور، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). متفق عليه
زاد أحمد (وأخروا السحور).
وعن أنس عن زيد بن ثابت أنه قال: (تسحرنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية). متفق عليه
فهذا الحديث يدل على أنه يستحب تأخير السحور إلى قبيل الفجر، فقد كان بين فراغ النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه زيد من سحورهما، ودخولهما في الصلاة، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية من القرآن، قراءة متوسطة لا سريعة ولا بطيئة، وهذا يدل على أن وقت الصلاة قريب من وقت الإمساك.
والمراد بالأذان الإقامة، سميت أذاناً لأنها إعلام بالقيام إلى الصلاة.