«فسجدت، فاستأذنت في الرجوع، فلم يرد عليها شيء، ثم تستأذن في الرجوع؛ فلا يرد عليها شيء، ثم تستأذن؛ فلا يرد عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع؛ لم تدرك المشرق؛ قالت: رب! ما أبعد المشرق! من لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طوق؛ استأذنت في الرجوع، فيقال لها: من مكانك فاطلعي. فطلعت على الناس من مغربها. ثم تلا عبد الله هذه الآية:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} » .
رواه: الإمام أحمد وهذا لفظه، والبزار، والطبراني في "الكبير". قال الهيثمي:"ورجاله رجال الصحيح". وقد رواه: الإمام أحمد أيضا، ومسلم، وأبو داود الطيالسي، وأبو داود السجستاني، وابن ماجه؛ مختصرا. وفي رواية مسلم وأبي داود الطيالسي:"فأيهما ما كانت قبل صاحبتها؛ فالأخرى على إثرها قريبا". وفي رواية أحمد وابن ماجه نحوه. وقد رواه الحاكم في "مستدركه" مطولا بنحو رواية الإمام أحمد، ثم قال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وقد رواه مسلم مختصرا كما تقدم ذكره.
وعن وهب بن جابر الخَيْواني؛ قال: كنت عند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ... فذكر الحديث، وفيه: قال: ثم أنشأ يحدثنا؛ قال:"إن الشمس إذا غربت؛ سلمت وسجدت واستأذنت". قال:"فيؤذن لها، حتى إذا كان يوما غربت فسلمت وسجدت واستأذنت؛ فلا يؤذن لها، فتقول: أي رب! إن المسير بعيد، وإني إن لا يؤذن لي لا أبلغ". قال:"فتحبس ما شاء الله، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت". قال:"فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل".
رواه: عبد الرزاق في "مصنفه"، والحاكم في "مستدركه" من طريقه،