قال ابن كثير بعد أن ذكر هذا القول:"والصحيح الذي لا شك فيه أنهما قبطيتان". قال:"ومعنى قوله: "ذمة"؛ يعني بذلك هدية المقوقس إليه، وقبوله ذلك منه، وذلك نوع ذمام ومهادنة". انتهى.
ومعنى قوله:"رحما": أن أم إسماعيل كانت من القبط، وهي أم جميع العرب العدنانية؛ فبين العرب العدنانية وبين القبط رحم من جهة أم إسماعيل. والله أعلم.
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا؛ فإن لهم ذمًا ورحمًا» . وفي رواية «إن لهم ذمة ورحمًا» ؛ يعني: أن أم إسماعيل كانت منهم.
رواه الطبراني بإسنادين. قال الهيثمي:"ورجال أحدهما رجال الصحيح".
وعن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته فقال: «الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله» .
رواه الطبراني. قال الهيثمي:"ورجاله رجال الصحيح".
وعن حميد بن هانئ: أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن حريث وغيرهما يقولان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرًا؛ فإنهم قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعني: قبط مصر» .
رواه: ابن حبان في "صحيحه"، وأبو يعلى. قال الهيثمي:"ورجاله رجال الصحيح".