في الخط ويفرقون بينهما في اللفظ، وأما النصب والجر؛ فيحتاجان إلى تقدير، والجر أقرب، وتقديره: تكون ولاية اثنين في فتنة. وتقدير النصب: توقع الولاية اثنين في فتنة. والله أعلم.
وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة؛ لكونه وقع كما أخبر؛ فإنه ولي أمر هذه الأمة من بني العباس عدد كثير سبعة وثلاثون خليفة، منهم اثنان في فتنة عظيمة، وهما المأمون والمعتصم؛ فإنهما افتتنا بالقول بخلق القرآن ونفي الصفات عن الله عز وجل، وفتنا كثيرا من الناس بدعائهم إلى هذه المحنة، حتى أجابوا مكرهين، ومن امتنع من إجابتهم كالإمام أحمد وغيره عذبوه بأنواع العذاب؛ من حبس وضرب وإهانة، ثم سلك الواثق سبيلهما في الدعاء إلى هذه الفتنة الصماء والمحنة الشنعاء، وقتل بسببها أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله تعالى، وروي أن الواثق رجع في آخر عمره عن القول بخلق القرآن، ذكر ذلك الخطيب والآجري وأبو نعيم في حكاية عن المهتدي بالله ابن الواثق، فإن كان ذلك صحيحا فقد انحصرت الفتنة في المأمون والمعتصم، وإن لم يكن صحيحا؛ فليس في الخبر ما ينفي الزيادة عن الاثنين، ويكون الاقتصار عليهما لعظم ضررهما. والله أعلم.
وعن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط؛ قال:"قدم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على معاوية رضي الله عنه وأنا حاضر، فأجازه، فأحسن جائزته، ثم قال: يا أبا العباس! هل لكم دولة؟ فقال: أعفني يا أمير المؤمنين! فقال: لتخبرني. قال: نعم. فأخبره. قال: فمن أنصاركم؟ قال: أهل خراسان ولبني أمية من بني هاشم بطحات".
رواه: يعقوب بن سفيان، والبيهقي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال:«"مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإذا معه»