للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الياء: تغير الحال وانتقالها من القحط والجدب إلى نزول الغيث وخروج النبات من الأرض.

وقوله: "ثم تبعث الصائحة"؛ أي: النفخ في الصور؛ كما قال تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} ، وقال تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} .

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: " (ثم تبعث الصائحة) : هي صيحة البعث ونفخته ".

قلت: وفي هذا نظر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثم تبعث الصائحة، لعمر إلهك؛ ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات» . وهذا صريح في أن الصيحة صيحة الصعق لا صيحة البعث. والله أعلم.

وقوله: "تهضب": قال ابن الأثير: "أي: تمطر، ويجمع على أهضاب ثم أهاضيب؛ كقول وأقوال وأقاويل".

وقوله: "حتى تخلفه من عند رأسه": قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "هو من أخلف الزرع إذا نبت بعد حصاده، شبه النشأة الأخرى بعد الموت بإخلاف الزرع بعدما حصد، وتلك الخلفة من عند رأسه كما ينبت الزرع". انتهى.

ويقال: أخلف الأراك والسلم إذا أخرج الخلفة، وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف، وأخلف الخزامى؛ أي: طلعت خلفته من أصوله بالمطر.

وقوله: "فيستوي جالسا": قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "هذا عند تمام خلقته وكمال حياته، ثم يقوم بعد جلوسه قائما، ثم يساق إلى موقف القيامة إما راكبا وإما ماشيا". انتهى.

وقوله: "فيقول ربك مَهْيَم"؛ أي: ما الأمر والشأن؟ قال ابن الأثير: "وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>