فاضت دموع العين من جراها ... هي المنى لو أننا نلناها
قال ابن منظور:"ومن العرب من يتعجب بـ (واها) ، فيقول: واها لهذا؛ أي: ما أحسنه".
قلت: وعلى هذا؛ فمعنى الحديث: التعجب من حسن فعل الصابر على البلاء وطيبه، أو التلهف على ما حصل له والتوجع لمصابه، ويحتمل أن يكون كل من هذه الأمور مرادا. والله أعلم.
وعن أبي مالك والأشعري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الفتنة ترسل، ويرسل معها الهوى والصبر، فمن اتبع الهوى كانت قتلته سوداء، ومن اتبع الصبر كانت قتلته بيضاء» .
رواه الطبراني بإسناد ضعيف.
وعن حذيفة رضي الله عنه: أنه قال: "تعودوا الصبر قبل أن ينزل بكم البلاء؛ فإنه يوشك أن ينزل بكم البلاء، مع أنه لن يصيبكم أشد مما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
رواه: نعيم بن حماد في "الفتن"، والبيهقي، وابن عساكر في "تاريخه".
وقد ورد الأمر بالصبر عند الفتن في أحاديث كثيرة تقدم ذكرها في (باب التحذير من الفتن) :
منها: حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ستكون فتنة» ....... الحديث، وفيه: قال: «أفرأيت إن دخل علي بيتي، فبسط يده إلي ليقتلني؟ قال: كن كابن آدم» .