وعن حميد بن هلال؛ قال:"لما هاجت الفتنة؛ قال عمران بن حصين رضي الله عنهما لحجير بن الربيع العدوي: اذهب إلى قومك فانههم عن الفتنة. قال: إني لمغموز فيهم وما أطاع. قال: فأبلغهم عني وانههم عنها".
قال:"وسمعت عمران رضي الله عنهم يقسم بالله: لأن أكون عبدا حبشيا أسود في أعنز خصبات في رأس جبل أرعاهن حتى يدركني أجلي أحب إلي من أن أرمي أحد الصفين بسهم أخطأت أم أصبت".
رواه الطبراني. قال الهيثمي:"ورجاله رجال الصحيح".
وعن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال:"إذا وقع الناس في الفتنة، فقالوا: اخرج لك بالناس أسوة! فقل: لا أسوة لي بالشر".
رواه الطبراني:. قال الهيثمي:"وفيه حديج بن معاوية، وثقه أحمد وغيره، وضعفه جماعة".
قلت: لم ينص أحمد على توثيقه، وإنما ذكر المزي والذهبي وابن حجر وغيرهم عن أحمد: أنه قال فيه: "لا أعلم إلا خيرا "، وهذا ليس بتوثيق، وإنما هو إخبار عن كونه مستور الحال.
وعن يحيى بن حبان: أنه كان مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وأن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال له في الفتنة: لا ترون القتل شيئا؟ ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للثلاثة:«لا ينتجي اثنان دون صاحبهما» .
رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي:"ورجاله رجال الصحيح؛ غير يحيى بن حبان، ووثقه ابن حبان ".
ومراد ابن عمر رضي الله عنهما تعظيم القتال في الفتنة، وأنه إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتناجى اثنان دون الثالث من أجل أن ذلك يؤذيه؛ فكيف بقتال المسلمين وإراقة دمائهم؟ !