للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن أراد أنه غريب المتن؛ ففي ذلك نظر، وسأذكر ما يشهد له من الآيات والأحاديث الصحيحة إن شاء الله تعالى.

وأما قوله: "وألفاظه في بعضها نكارة"؛ ففيه نظر أيضا، وقد تقدم قول ابن منده: إنه "رواه محمد بن إسحاق الصنعاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وقرؤوه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين فلم ينكره أحد منهم ولم يتكلم في إسناده، وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول"، وكذلك أبو عبد الله محمد بن إسماعيل، وهؤلاء الأكابر من أعلم الناس بعلل الأحاديث، ولو كان في حديث أبي رزين نكارة؛ لبينوها، ولم يسكتوا عنها ويقروها، والله أعلم.

وقد ساقه ابن كثير في "النهاية"، ولم يتكلم فيه بشيء، وقال في ذكر أبواب الجنة في "النهاية": "فأما حديث لقيط بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن للنار سبعة أبواب؛ ما فيها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما» ؛ فإنه حديث مشهور". انتهى.

فصل

في شرح ما في حديث أبي رزين من الغريب

قوله: "يشرف عليكم أزلين": قال ابن الأثير: " (الأزل) : الشدة والضيق، وقد أزل الرجل يأزل أزلا؛ أي: صار في ضيق وجدب ". وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكلام على حديث أبي رزين رضي الله عنه: " (الأزل) ؛ بسكون الزاي: الشدة، والأزل على وزن كتف: هو الذي قد أصابه الأزل واشتد به حتى كاد يقنط ". انتهى.

وقوله: "وقد علم أن غيركم إلى قريب": (الغير) ؛ بكسر الغين وفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>