وقد رواه ابن ماجه في "سننه" بإسناد صحيح، ولفظه:«إن من قبل مغرب الشمس بابا مفتوحا، عرضه سبعون سنة، فلا يزال ذلك الباب مفتوحا للتوبة؛ حتى تطلع الشمس من نحوه، فإذا طلعت من نحوه؛ لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا» .
وعن ابن السعدي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل» . فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت؛ طبع على كل قلب بما فيه، وكفي الناس العمل» .
رواه الإمام أحمد. قال ابن كثير في "النهاية": "وإسناده جيد قوي". وقال الهيثمي:"رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الصغير" من غير ذكر حديث ابن السعدي، والبزار من حديث عبد الرحمن بن عوف وابن السعدي فقط، ورجال أحمد ثقات". قال:"وروى أبو داود والنسائي بعض حديث معاوية ". انتهى.
وقد وقع في (ص٢٠٢) من "النهاية" لابن كثير في النسخة التي تولى أبو عبية الإشراف عليها والتعليق عليها ما نصه: "عن ابن السعدي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنفع الهجرة ما دام العدو يقاتل» .
وهذا تحريف قبيح جدا، وقد زاد أبو عبية الطين بلة، فقال في عنوان وضعه لهذا الحديث ما نصه: "لا تقبل هجرة المهاجرين والعدو يقاتلهم".
وفي هذا العنوان أوضح دليل على كثافة جهل واضعه وشدة بعده عن