قلت: وكذا أسانيد أحمد والطيالسي؛ فكلها صحيحة على شرط مسلم.
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه؛ قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم النار، فتعوذ منها، وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار، فتعوذ منها، وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوذ منها، وأشاح بوجهه، فقال:" اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة» .
رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، والشيخان، والنسائي.
قوله:«أشاح بوجهه» : قال ابن الأثير في "جامع الأصول": "أعرض، وقيل: حذر، وقيل: أقبل بوجهه". وقال في "النهاية": "المشيح: الحذر، والجاد في الأمر، وقيل: المقبل إليك المانع لما وراء ظهره، فيجوز أن يكون أشاح أحد هذه المعاني؛ أي: حذر النار كأنه ينظر إليها، أو جد على الإيصاء باتقائها، أو أقبل إليك في خطابه". انتهى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم". قالوا: والله؛ إن كانت لكافية يا رسول الله. قال:"فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها» .
رواه: مالك، وأحمد، والشيخان، والترمذي، وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
وقد رواه الإمام أحمد أيضا بإسناد صحيح، ولفظه: قال: «إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وضربت بالبحر مرتين، ولولا ذلك؛ ما جعل الله فيها منفعة لأحد» .
ورواه ابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي بنحوه، وفي رواية للبيهقي: أن