قوله:" فيشرئبون ": قال المنذري: "بشين معجم ساكنة ثم راء ثم همزة مكسورة ثم باء موحدة مشددة؛ أي: يمدون أعناقهم لينظروا". وقال ابن الأثير في "جامع الأصول": " (اشرأب إلى الشيء) : إذا تطلع ينظر إليه، ومالت نحوه نفسه". وقال في "النهاية": " (فيشرئبون) ؛ أي: يرفعون رؤوسهم لينظروا إليه، وكل رافع رأسه مشرئب". وقال أيضا:"الترح ضد الفرح، وهو الهلاك والانقطاع أيضا". انتهى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالموت يوم القيامة، فيوقف على الصراط، فيقال: يا أهل الجنة! فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم ربنا! هذا الموت. ثم يقال: يا أهل النار! فيطلعون فرحين مستبشرين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم؛ هذا الموت. فيؤمر به، فيذبح على الصراط، ثم يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون؛ لا موت فيه أبدا» .
رواه: الإمام أحمد، وابن ماجه، ورجالهما رجال الصحيح، وابن حبان في "صحيحه".
وفي رواية لأحمد:«يؤتى بالموت يوم القيامة كبشا أملح» ، والباقي بنحوه.
وعنه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد (فذكر الحديث وفيه": فإذا أدخل الله تعالى أهل الجنة الجنة وأهل النار النار؛ أتي بالموت ملببا، فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار، ثم يقال: يا أهل الجنة! فيطلعون خائفين، ثم يقال: يا أهل النار! فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة، فيقال لأهل الجنة ولأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون هؤلاء وهؤلاء: قد عرفناه؛ هو الموت الذي وكل بنا.»