وفي ذلك علم من أعلام النبوة؛ لما فيه من الإخبار بالشيء قبل وقوعه، وقد وقع أشد من ذلك بعد حذيفة في زمن الحجاج وغيره". انتهى.
وقول من قال: إن ذلك كان أيام قتل عثمان رضي الله عنه؛ محتمل؛ لأن حذيفة رضي الله عنه بقي بعد قتل عثمان رضي الله عنه أربعين يوما أو نحوها. والله أعلم.
باب
قول الله تعالى:{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ}
عن جابر رضي الله عنه؛ قال: «لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك"، قال:{أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ؛ قال: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أهون (أو: هذا أيسر) » .
رواه: البخاري، والنسائي، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن مردويه، وابن حبان في "صحيحه".
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ قال:«أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مررنا على مسجد بني معاوية، فدخل، فصلى ركعتين، وصلينا معه، وناجى ربه عز وجل طويلا؛ قال: سألت ربي عز وجل ثلاثًا: سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم، وابن أبي شيبة، وابن خزيمة، وابن حبان.