وقال ابن كثير: "قد شهد الصادق المصدوق للفرقتين بالإسلام، فمن كفرهم أو واحدا منهم لمجرد ما وقع؛ فقد أخطأ وخالف النص النبوي المحمدي الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى". انتهى.
وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه؛ قال: "قلت للحسن بن علي رضي الله عنهما: إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة! فقال: قد كانت جماجم العرب في يدي؛ يحاربون من حاربت، ويسالمون من سالمت؛ تركتها ابتغاء وجه الله تعالى، وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أثيرها ثانيا من أهل الحجاز؟ ! ".
رواه: ابن سعد، والحاكم في "مستدركه"، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
باب
ذكر محاسن الصحابة والكف عما شجر بينهم
عن سعد بن عبيدة؛ قال: "جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما، فسأله عن عثمان رضي الله عنه، فذكر عن محاسن عمله؛ قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: نعم. قال: فأرغم الله بأنفك. ثم سأله عن علي رضي الله عنه، فذكر محاسن عمله؛ قال: هو ذاك، بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: أجل. قال: فأرغم الله بأنفك. انطلق فاجهد على جهدك".
رواه البخاري.
وعن نافع: "أن رجلا أتى ابن عمر رضي الله عنهما، فقال: يا أبا عبد الرحمن! ما حملك على أن تحج عاما وتعتمر عاما وتترك الجهاد في سبيل الله