«يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يدعون إلى الله وليسوا من الله في شيء، فإذا لقيتموهم؛ فأنيموهم. قالوا: يا رسول الله! انعتهم لنا. قال:"آيتهم الحلق والتسبيت» ؛ يعني: استئصال التقصير. قال: والتسبيت استئصال الشعر.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعن مقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل؛ قال: خرجت أنا وتليد ابن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم؛ «أقبل رجل من بني تميم، يقال له: ذو الخويصرة، فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطي الناس؛ قال: يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل؛ فكيف رأيت؟ ". قال: لم أرك عدلت. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "ويحك! إن لم يكن العدل عندي؛ فعند من يكون؟ ! ". فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله! ألا نقتله؟ قال: "لا؛ فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية؛ ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح؛ فلا يوجد شيء، ثم في الفوق؛ فلا يوجد شيء، سبق الفرث والدم» .
رواه: الإمام أحمد، والطبراني باختصار. قال الهيثمي:"ورجال أحمد ثقات".
وعن عقبة بن وساج؛ قال: كان صاحب لي يحدثني عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في شأن الخوارج، فحججت، فلقيت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، فقلت: إنك بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جعل الله