فذكر بعض حديث أبي بكرة؛ قال: قتلاها كلهم في النار. وقال: قلت: متى ذاك يابن مسعود؟ قال: تلك أيام الهرج، حيث لا يأمن الرجل جليسه.
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تكف لسانك ويدك، وتكون حلسًا من أحلاس بيتك. فلما قتل عثمان طار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك، فحدثته، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود.
وعن خرشة بن الحر رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون من بعدي فتنة؛ النائم فيها خير من اليقظان، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن أتت عليه؛ فليمش بسيفه إلى صفاة، فليضربه بها حتى ينكسر، ثم ليضطجع لها حتى تنجلي عما انجلت» .
رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني.
وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه ذكر فتنة؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قال: فإن أدركت ذلك؛ فكن عبد الله المقتول (أحسبه قال:) ولا تكن عبد الله القاتل» .
رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني.
وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا. فقال رجل من المسلمين: كيف نصنع عند ذلك يا رسول الله؟ ! قال: ادخلوا بيوتكم وأخملوا ذكركم. فقال: أرأيت إن دخل على أحدنا بيته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليمسك بيده، وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل؛ فإن الرجل يكون في فئة الإسلام، فيأكل مال»