وذلك أنه دل على أن العاقبة للمؤمنين مع كثرة ذلك الجيش، وفيه إشارة إلى أن عدد جيوش المسلمين سيكون أضعاف ما هو عليه". انتهى.
وقال ابن حجر أيضا: "والسادسة لم تجئ بعد".
قلت: ولم تقع إلى الآن، وستقع بلا شك، والله أعلم متى تكون.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ست من أشراط الساعة: موتي، وفتح بيت المقدس، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم، وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها، وأن تغدر الروم فيسيرون في ثمانين بندًا، تحت كل بند أثنا عشر ألفًا» .
رواه: الإمام أحمد، والطبراني، وفيه النهاس بن قهم، وهو ضعيف، وحديث عوف بن مالك يشهد به ويقويه.
قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: " (القعاص) : داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت". وقال ابن منظور في "لسان العرب": "(القعاص) : داء يأخذ في الصدر، كأنه يكسر العنق. والقعاص داء يأخذ الدواب، فيسيل من أنوفها شيء.
والقعاص داء يأخذ الغنم، لا يلبثها أن تموت". انتهى.
وقوله: "حربها": قال ابن الأثير: "(الحرب) ؛ بالتحريك: نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له ".. وقال الخطابي: "(الحرب) : ذهاب المال والأهل، يقال: حرب الرجل فهو حريب: إذا سلب أهله وماله. و (البند) : العلم الكبير، فارسي معرب، قاله الجوهري وغيره من أهل اللغة، وجمعه بنود". قال ابن منظور: " و (البند) : كل علم من الأعلام، وفي المحكم من أعلام الروم يكون للقائد تحت كل علم عشرة آلاف رجل أو أقل أو أكثر".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال:«دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم»