للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "لا يرعون عن قبيح": هو بكسر الراء؛ أي: لا يكفون عنه ولا يتحرجون من إتيانه.

وقوله: "واربوك": قال ابن الأثير: "أي: خادعوك، من الورب، وهو الفساد". ونقل ابن منظور عن الليث: أنه قال: "المواربة: المداهاة والمخاتلة ". قال: "وقال أبو منصور: المواربة مأخوذة من الأرب، وهو الدهاء فحولت الهمزة واوًا".

قوله: "صبيهم عارم"؛ أي: شرس. قال ابن الأثير وابن منظور: "العرام: الشدة والقوة والشراسة، ورجل عارم؛ أي: خبيث شرير".

قوله: "وشابهم شاطر": قال الجوهري: "الشاطر: الذي أعيى أهله خبثًا".

ونقل ابن منظور عن أبي إسحاق: أنه قال: "قول الناس: فلان شاطر؛ معناه: أنه أخذ في نحو غير الاستواء، ولذلك قيل له: شاطر؛ لأنه تباعد عن الاستواء".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه قال: "يأتي على الناس زمان هم ذئاب، فمن لم يكن ذئبًا؛ أكلته الذئاب".

رواه الطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفهم".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} إلى آخر الآية؛ قال: كان رجل من بني إسرائيل آتاه الله مالًا، فمات، فورثه ابن له تافه (أي: فاسد) . فكان يعمل في مال الله بمعاصي الله، فلما رأى ذلك إخوان أبيه؛ أتوا الفتى، فعذلوه، ولاموه، فضجر الفتى، فباع عقاره بصامت، ثم رحل، فأتى عينًا ثجاجة، فسرح فيها ماله، وابتنى قصرًا، فبينما هو ذات يوم جالس؛ إذ شملت عليه ريح بامرأة من أحسن الناس وجهًا وأطيبهم أرجًا (أي: ريحًا) ، فقالت: من أنت يا عبد الله؟ فقال: أنا امرؤ من بني إسرائيل. قالت: فلك هذا القصر وهذا المال؟ فقال: نعم. قالت:

<<  <  ج: ص:  >  >>