وذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه قال: "توشك القرى أن تخرب وهي عامرة". قيل: وكيف تخرب وهي عامرة؟ قال:"إذا علا فجارها أبرارها وساد القبيلة منافقها".
وقد رواه أبو موسى المديني في كتاب "دولة الأشرار"، ونقله عنه صاحب "كنز العمال".
وعن طارق بن شهاب؛ قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنكم في زمان: القائل فيه بالحق خير من الصامت، والقائم فيه خير من القاعد، وإن بعدكم زمانًا: الصامت فيه خير من الناطق، والقاعد فيه خير من القائم". قال: فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن! كيف يكون أمر من أخذ به اليوم؛ كان هدى، ومن أخذ به بعد اليوم؛ كان ضلالة؟ قال:"قد فعلتموها. اعتبروا ذلك برجلين مرا بقوم يعملون بالمعاصي، فأنكرا كلاهما، وصمت أحدهما فسلم، وتكلم الآخر فقال: إنكم تفعلون وتفعلون! فأخذوه وذهبوا به إلى ذي سلطانهم، فلم يزل (أو: لم يزالوا) به حتى أخذ بأخذه وعمل بعمله".
رواه الحاكم في "مستدركه "، وقال:"صحيح على شرط الشيخين لم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
باب
ما جاء في أيام الصبر
وفضل التمسك بالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذلك الزمان
عن أنس رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر» .