وروى عبد الرزاق في "جامعه" عن ابن جريج؛ قال: حدثني غير واحد عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أنه سمع رجلًا ذكروا أنه الحكم الغفاري: أنه قال: يا طاعون خذني إليك. قال أبو هريرة رضي الله عنه: يا فلان! أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدعو أحدكم بالموت؛ فإنه لا يدري على أي شيء هو منه"؟ ! قال: بلى؛ ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ستًا أخشى أن يدركني بعضهن. قال أبو هريرة: وما هي؟ قال:"بيع الحكم، وإضاعة الدم، وإمارة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وناس يتخذون القرآن مزامير يتغنون به» .
وعن عطاء قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: «إذا رأيتم ستًا؛ فإن كانت نفس أحدكم في يده؛ فليرسلها؛ فلذلك أتمنى الموت؛ أخاف أن تدركني: "إذا أمرت السفهاء، وبيع الحكم، وتهون بالدم، وقطعت الأرحام، وكثرت الجلاوزة، ونشأ نشء يتخذون القرآن مزامير» .
رواه أبو نعيم في "الحلية".
(الجلاوزة) : هم الشرط وأعوان السلطان.
وهذا الحديث والذي قبله لهما حكم المرفوع؛ لأنه لا دخل للرأي في مثل هذا، وإنما يقال عن توقيف، وقد تقدم ذلك مرفوعًا من حديث عابس الغفاري رضي الله عنه.
وعن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة» .... (فذكر الحديث، وفيه:)«وبيع الحكم، وكثرت الشرط، واتخذ القرآن مزامير، وجلود السباع صفافًا، ولعن آخر هذه الأمة أولها؛ فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء وخسفًا ومسخًا وقدفًا وآيات» .