للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«والعجمي والأسود والأبيض؛ إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أنتم في خير، تقرؤون كتاب الله، وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقفون القدح؛ يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها» .

رواه الإمام أحمد.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه؛ قال: «أقرأ الناس لهذا القرآن المنافق؛ لا يذر منه ألفًا ولا واوًا، يلفه بلسانه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها» .

رواه عبد الرزاق، ورجاله كلهم ثقات.

وقد رواه ابن أبي شيبة بنحوه؛ إلا أنه قال: "عن حذيفة "، وزاد في آخره: «لا يجاوز ترقوته» ، وإسناده كلهم ثقات.

وفي هذه الأحاديث فوائد: إحداها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب القراءة السهلة.

الثانية: أنه كان يأمر أصحابه أن يقرأ كل منهم بما تيسر عليه وسهل على لسانه.

الثالثة: ثناؤه عليهم بعدم التكلف في القراءة.

الرابعة: أنه لم يكن يعلمهم التجويد ومخارج الحروف، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم لم ينقل عن أحد منهم أنه كان يعلم في التجويد ومخارج الحروف، ولو كان خيرًا؛ لسبقوا إليه! ومن المعلوم ما فتح عليهم من أمصار العجم من فرس وروم وبربر وغيرهم، وكانوا يعلمونهم القرآن بما يسهل على ألسنتهم، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يعلمونهم مخارج الحروف، ولو كان التجويد لازمًا؛ ما أهملوا تعلمه وتعليمه.

الخامسة: ذم المتكلفين في القراءة، المتعمقين في إخراج الحروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>