ذلك منافقة باللسان، وتكلف وتصنع في الظاهر، وأما في الباطن؛ فهم بخلاف ذلك، ولهذا وصف ألسنتهم بغاية الحلاوة، فقال في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:«ألسنتهم أحلى من السكر» ، وقال في حديث ابن عمر رضي الله عنهما:«ألسنتهم أحلى من العسل» ، وشبه قلوبهم بقلوب الذئاب؛ لما انطوت عليه من مزيد الخبث والغدر والفجور، ووصفها بغاية المرارة، فقال في حديث ابن عمر رضي الله عنهما:«وقلوبهم أمر من الصبر» ، وقد وصفها أيضًا بغاية النتن مع شدة المرارة، فقال في حديث حذيفة رضي الله عنه الطويل الذي تقدم في الباب الثاني من أشراط الساعة:«قلوبهم أنتن من الجيفة وأمر من الصبر» ، وقال في حديث مكحول عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:«وقلوبهم أنتن من الجيف» ، وفي وصفهم بهذه الصفات الذميمة إرشاد إلى التباعد منهم، وعدم الاغترار بتملقهم وتصنعهم للناس.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشراط الساعة: سوء الجوار، وقطيعة الأرحام، وأن يعطل السيف من الجهاد، وأن تختل الدنيا بالدين» .
رواه: ابن مردويه، والديلمي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان".
باب
ما جاء في الذين يأكلون بألسنتهم
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها» .