للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه الصلاة والسلام، وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيكون عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام في أمتي حكمًا عدلًا وإمامًا مقسطًا؛ يدق الصليب، ويذبح الخنزير ويضع الجزية، ويترك الصدقة؛ فلا يسعى على شاة ولا بعير» ..... الحديث.

ويحتمل أن يكون معنى قوله: "وتترك القلاص؛ فلا يسعى عليها"؛ أي: يترك ركوبها في الأسفار والحمل عليها، وهذا أقوى وأظهر مما قبله، وهو مطابق للواقع في زماننا؛ حيث إنه قد ترك الركوب على الإبل بسبب المراكب الجوية والأرضية، حتى إن الأعراب الذين هم أهل الظعن على الإبل والمعروفون بكثرة الأسفار عليها قد تركوا ركوبها والسفر عليها بالكلية، ولو كان المراد به الزهد فيها وعدم الرغبة في اقتنائها، أو كان المراد به عدم الطلب لزكاتها؛ لما خص القلاص بترك السعي عليها دون غيرها من بهيمة الأنعام.

ويحتمل أن يكون كل من الأمرين مرادًا في الحديث؛ أعني: ترك ركوبها والحمل عليها، وترك السعي عليها للصدقة، وقد وقع الأمر الأول في زماننا، وسيقع الأمر الثاني إذا نزل عيسى عليه الصلاة والسلام. والله أعلم.

باب

ما جاء في الأمور العظام بين يدي الساعة

«عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على المنبر، فذكر الساعة وذكر أن بين يديها أمورًا عظامًا» .

رواه: الإمام أحمد، والشيخان، وابن حبان في "صحيحه"؛ بإسناد مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>