أربعة فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمقه قامة ونصف، وقد ذكر بعضهم أنه اجتاز بها ورمى فيها سعفة فلم تحرقها، بل كانت تحرق الحجارة وتذيبها حتى تصير مثل الآنك ثم تصير مثل الفحم الأسود.
وقد نقل الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية " عن الشيخ شهاب الدين أبي شامة: أنه قال:
"أخبرني من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب. قال: وكنا في بيوتنا تلك الليالي، وكأن في دار كل واحد منا سراجًا، ولم يكن لها حر ولفح على عظمها، وإنما كانت آية من آيات الله عز وجل. قال: ورأى الناس سناها من مكة شرفها الله".
قال ابن كثير:
"وأما بصرى؛ فأخبرني قاضي القضاة صدر الدين علي بن أبي قاسم التيمي الحنفي؛ قال: أخبرني والدي (وهو الشيخ صفي الدين أحد مدرسي بصرى) : أنه أخبره غير واحد من الأعراب صبيحة تلك الليلة ممن كان بحاضرة بلد بصرى: أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز".
وذكر ابن كثير أيضًا في "النهاية" أن الناس كانوا يسيرون على ضوء هذه النار بالليل إلى تيماء.
والتفصيل عن هذه النار مذكور في "البداية والنهاية" في (حوادث سنة أربع وخمسين وستمائة) ، فمن أحب الوقوف على ذلك؛ فليراجعه هناك.
وأما النار التي تسوق الناس إلى المحشر؛ تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا؛ فهذه إنما يكون ظهورها في آخر الزمان، عند اقتراب الساعة. والله أعلم.