«عنهما: قلت: يا رسول الله! إنا كنا بشر، فجاءنا الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال:"نعم". قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال:"نعم". قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال:"نعم". قلت: كيف؟ قال:"يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس". قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال:"تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك؛ فاسمع وأطع» .
وقد رواه الحاكم في "مستدركه" من حديث عبد الرحمن بن قرط؛ قال: دخلت المسجد؛ فإذا حلقة كأنما قطعت رؤوسهم، وإذا فيهم رجل يحدث؛ فإذا حذيفة رضي الله عنه؛ قال: «كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر كيما أعرفه فأتقيه، وعلمت أن الخير لا يفوتني. قال: فقلت: يا رسول الله! هل بعد هذا الخير الذي نحن فيه من شر؟ قال: "يا حذيفة! تعلم كتاب الله تعالى واعمل بما فيه". فأعدت قولي عليه، فقال في الثالثة: "فتنة واختلاف". قلت: يا رسول الله! هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "يا حذيفة! تعلم كتاب الله تعالى واعمل بما فيه". فقلت: يا رسول الله! هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "فتن على أبوابها دعاة إلى النار؛ فلأن تموت وأنت عاض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحدًا منهم» .
قال الحاكم:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وقد رواه ابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة رضي الله عنه مختصرا، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون فتن على أبوابها دعاة إلى النار، فأن تموت وأنت عاض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحدًا منهم» .