«"لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه ". قال: قلت: يا رسول الله! هل بعد هذا الخير شر؟ قال:"فتنة عمياء صماء، عليها دعاة على أبواب النار، فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدًا منهم» .
ورواه: أبو داود أيضا، والحاكم؛ من حديث نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد؛ قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالا، فدخلت المسجد؛ فإذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز. قال: قلت: من هذا؟ فتجهمني القوم، وقالوا: أما تعرف هذا؟ ! هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال حذيفة رضي الله عنه: «إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون، إني قلت: يا رسول الله! أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله تعالى، أيكون بعده شر كما كان قبله؟ قال: "نعم". قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: "السيف". قلت: يا رسول الله! ثم ماذا يكون؟ قال: "إن كان لله تعالى خليفة في الأرض، فضرب ظهرك، وأخذ مالك؛ فأطعه، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة". قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم يخرج الدجال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره". قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "هي قيام الساعة» .
هذا لفظ أبي داود.
وفي رواية الحاكم بعد قوله: «قلت: يا رسول الله! فما العصمة من ذلك؟ قال:"السيف ": "قلت: وهل للسيف من بقية؟ قال: نعم. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هدنة على دخن (قال: جماعة على فرقة) ، فإن كان لله عز وجل يومئذ خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك؛ فاسمع وأطع» (وذكر بقيته بنحو ما تقدم) ".