وقوله:"فتجهمني القوم": قال ابن الأثير في "جامع الأصول": "تجهمت فلانا: كلحت في وجهه وتقبضت عند لقائه". وقال ابن منظور:"تجهمه وتجهم له: إذا استقبله بوجه كريه".
وقوله:"مشرئبون إليه": قال ابن منظور: "اشرأب الرجل للشيء وإلى الشيء: مد عنقه إليه".
وسيأتي تفسير قوله في الفتنة:"عمياء صماء"، في الباب الذي يليه إن شاء الله تعالى.
باب
ما جاء في الفتنة التي تجترف العرب
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة تستنظف العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف» .
رواه: الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب".
قلت: ورواته كلهم ثقات؛ سوى ليث بن أبي سليم؛ فقد تكلم فيه، وقد روى له البخاري في "صحيحه" تعليقا، ومسلم مقرونا بآخر، وروى عنه غير واحد من أكابر الأئمة منهم معمر وشعبة والثوري، وقال الدارقطني:"إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد "، وعلى هذا فحديثه هذا حسن إن شاء الله تعالى.
وقد رواه ابن عساكر في "تاريخه"، ولفظه:«سيكون بعدي فتن يصطلم»