«طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى» ؛ قال:"أي: أول الآيات التي ليست مألوفة، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، فكل ذلك أمور مألوفة؛ لأنهم بشر يشاهدهم الناس، وأمثالهم مألوفة، فأما خروج الدابة على شكل غير مألوف، ومخاطبتها الناس، ووسمها إياهم بالإيمان والكفر؛ فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية؛ كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية".
وقال ابن كثير أيضًا في موضع آخر من "النهاية": "وقد ذكرنا أن المراد بالآيات هاهنا التي ليست مألوفة، وهي مخالفة للعادة المستقرة؛ فالدابة التي تكلم الناس وتعين المؤمن من الكافر وطلوع الشمس من مغربها أمر باهر جدًا؛ فهذه أول الآيات الأرضية، وهذه أول الآيات السماوية، وقد ظن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن طلوع الشمس من مغربها متقدم على الدابة، وذلك محتمل ومناسب".
قلت: وقد جاء ذلك صريحًا في حديث أبي أمامة رضي الله عنه الذي تقدم ذكره في هذا الباب، ولكنه حديث ضعيف؛ فلا يعتمد عليه.
قال ابن كثير:"وقد حكى البيهقي عن الحاكم: أنه قال: أول الآيات ظهورًا خروج الدجال، ثم نزول عيسى ابن مريم، ثم فتح يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها".
ونقل الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" عن الحاكم: أنه قال: "الذي يظهر أن طلوع الشمس يسبق خروج الدابة، ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم أو الذي يقرب منه".
قال الحافظ: "والحكمة في ذلك أن عند طلوع الشمس من المغرب يغلق