ورواه: مسلم أيضًا، وأبو داود الطيالسي؛ والطبراني في "الكبير" من حديث قرة بن خالد: حدثنا سيار أبو الحكم: حدثنا الشعبي؛ قال: «دخلنا على فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، فأتحفتنا برطب يقال له: رطب ابن طاب، وأسقتنا سويق سلت، فسألتها عن المطلقة ثلاثًا أين تعتد؟ قالت: طلقني بعلي ثلاثًا، فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعتد في أهلي. قالت: فنودي في الناس: إن الصلاة جامعة. قالت: فانطلقت فيمن انطلق من الناس. قالت: فكنت في الصف المتقدم من النساء، وهو يلي المؤخر من الرجال. قالت: فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب، فقال:"إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر (وساق الحديث) "، وزاد فيه: فكأنما أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأهوى بمخصرته إلى الأرض، وقال:"هذه طيبة"؛ يعني: المدينة.»
هذا لفظ مسلم، وقد ساقه أبو داود الطيالسي والطبراني بنحو ما تقدم في رواية ابن بريدة؛ إلا أن روايتهما أخصر من روايته.
ورواه مسلم والطبراني أيضًا من حديث غيلان بن جرير عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها؛ قالت: «قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم الداري، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ركب البحر، فتاهت به سفينته، فسقط إلى جزيرة، فخرج إليها يلتمس الماء، فلقي إنسانًا يجر شعره واقتص الحديث وقال فيه، ثم قال: أما إنه لو قد أذن لي في الخروج قد وطئت البلاد كلها غير طيبة، فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحدثهم؛ قال:"هذه طيبة وذاك الدجال» .
هذه رواية مسلم، وقد أحال الطبراني بلفظه على الحديث الطويل قبله.
ورواه مسلم والطبراني أيضًا من حديث أبي الزناد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على المنبر، فقال: "أيها الناس! حدثني تميم الداري أن أناسًا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم،»