للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم بالحديث، لا يرده أحد منهم.

الوجه الثاني: أن الغرابة في الحديث لا تقتضي اطراحه بالكلية، وعدم التصديق بصدوره عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تطرح الأحاديث التي يكون في رواتها أحد ممن أجمع العلماء على أنه وضاع أو كذاب أو ساقط الرواية أو متروك، وليس في رواة حديث جابر رضي الله عنه أحد من هؤلاء، ولا أحد ممن أجمع العلماء على ضعفهم، وقد تقدم له شاهد صحيح عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وعلى هذا؛ فلا يجوز لأحد رفضه وعدم التصديق بصدوره عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يرفضه إلا أصحاب القلوب السقيمة والعقول التي ليست بمستقيمة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استوى على المنبر، فقال: «حدثني تميم "، فرأى تميمًا في ناحية المسجد، فقال: "يا تميم! حدث الناس ما حدثتني ". قال: كنا في جزيرة؛ فإذا نحن بدابة لا يدرى قبلها من دبرها، فقالت: تعجبون من خلقي؟ وفي الدير من يشتهي كلامكم. فدخلنا الدير؛ فإذا نحن برجل موثق في الحديد من كعبه إلى أذنه؛ فإذا أحد منخريه مسدود وإحدى عينيه مطموسة؛ قال: من أنتم؟ فأخبرناه، فقال: ما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: بعهدها. قال: فما فعل نخل بيسان. قلنا: بعهده. قال: لأطأن الأرض بقدمي هاتين؛ إلا هاتين؛ إلا بلدة إبراهيم وطابا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طابا هي المدينة» .

رواه أبو يعلى من طريق أبي عاصم سعد بن زياد. قال ابن كثير: "وهذا حديث غريب، وقد قال أبو حاتم: عاصم هذا ليس بالمتين".

قلت: ولهذا الحديث شواهد كثيرة مما تقدم في هذا الباب وما سيأتي إن شاء الله تعالى في حراسة مكة والمدينة من الدجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>