وعن عبد الله بن عمرو أيضًا رضي الله عنه: أنه قال: "يخرج الدجال من كوثى، أرض بالعراق، ثم قال: إن للأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة سنة، لا يدري أحد من الناس متى يدخل أولها".
رواه ابن أبي شيبة.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: "يخرج الدجال من كوثى".
رواه ابن أبي شيبة.
وهذان الأثران عن عبد الله بن عمرو وابن مسعود رضي الله عنهما يخالفان ما تقدم من الأحاديث الدالة على أن الدجال يخرج من خراسان من يهودية أصبهان، وما في الأحاديث المرفوعة هو المعتمد، ويحتمل أن يكون مراد ابن مسعود وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم أن الدجال يكون طريقه في خروجه على أرض العرب من جهة كوثى؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«إنه خارج خلة بين الشام والعراق» ، وسيأتي هذا الحديث في ذكر فتنة الدجال إن شاء الله تعالى.
وروى ابن أبي شيبة عن أبي صادق؛ قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنى لأعلم أول أهل أبيات يفزعهم الدجال، أنتم أهل الكوفة".
فهذا الأثر يوضح ما تقدم عن ابن مسعود رضي الله عنه، وأنه إنما أراد أن الدجال يكون طريقه في خروجه على أرض العرب من جهة كوثى، لا أن ابتداء خروجه يكون منها، وإنما هو من يهودية أصبهان؛ كما جاء ذلك في الأحاديث التي تقدم ذكرها. والله أعلم.