وأما الآية الثالثة؛ فهي قول الله تعالى:{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} .
قال مجاهد:"حتى ينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام".
ذكره ابن كثير في "تفسيره"؛ قال:"وكأنه أخذه من قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتل آخرهم الدجال» .
قلت: هذا الحديث رواه: الإمام أحمد، وأبو داود، والحاكم؛ عن عمران بن حصين رضي الله عنهما، وتقدم ذكره في (باب فتنة الدجال) .
وقال البغوي: "معنى الآية: أثخنوا المشركين بالقتل والأسر، حتى يدخل أهل الملل كلها في الإسلام، ويكون الدين كله لله، فلا يكون بعده جهاد ولا قتال، وذلك عند نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام".
وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:«الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال» .
قلت: هذا الحديث رواه أبو داود من حديث أنس رضي الله عنه، وتقدم ذكره في (باب قتال الدجال) .
وروى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن مجاهد في قوله: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} ؛ قال: "حتى يخرج عيسى ابن مريم عليه السلام، فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة، وتأمن الشاة من الذئب، ولا تقرض فأرة جرابا، وتذهب العداوة من الناس كلها، ذلك ظهور الإسلام على الدين كله، وينعم الرجل المسلم حتى تقطر رجله دما إذا وضعها".