وقرأ العامة:«نَظِرة» بزنة «نَبِقَة» . وقرأ الحسن ومجاهد وأبو رجاء:«فَنَظْرة» بتسكين العين، وهي لغةٌ تميمية يقولون:«كَبْد» في «كَبِد» و «كَتْف» في «كَتِف» . وقرأ عطاء «فناظِرَة» على فاعِلَة، وقد خَرَّجَهَا أبو إسحاق على أنها مصدرٌ نحو:{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةً}[الواقعة: ٢]{يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأعين}[غافر: ١٩]{أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}[القيامة: ٢٥] . وقال الزمخشري «فناظِرُهُ أي فصاحبُ الحقِ ناظرُه أي: منتظره، أو صاحبُ نظرته على طريقةِ النسب، كقولِهِم:» مكان عاشِب وباقل «بمعنى ذو عشبٍ وذو بَقْلٍ، وعنه:» فناظِرْهُ «على الأمرِ بمعنى: فسامِحْهُ بالنظرةِ وباشِره بها» فنقلُه عنه القراءةَ الأولى يقتضي أن تكونَ قراءتُهُ «ناظِر» اسمَ فاعل مضافاً لضميرِ ذي العُسْرَةِ بخلافِ القراءةِ التي قَدَّمْتُها عن عطاء، فإنها «ناظرةٌ» بتاء التأنيث، ولذلك خَرَّجها الزجاج على المصدرِ. وقرأ عبد الله، «فناظِرُوه» أمراً للجماعةِ بالنظرةِ، فهذه ستُ قراءاتٍ مشهورُها واحدٌ.
وهذه الجملةُ لفظُها خبرٌ ومعناها الأمرُ، كقولِهِ:{والوالدات يُرْضِعْنَ}[البقرة: ٢٣٣] وقد تقدَّم. والنظرةُ من الانتظارِ وهو الصبرُ والإِمهالُ.