يُبَشِّرُ الله عِبَادَهُ} [الآية: ٢٣] ، وقرأ الجميع دون حمزة كذلك في سورة براءة:{يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ}[الآية: ٢١] وفي أول الحجر في قوله: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ}[الآية: ٥٣] ، ولا خلاف في الثاني وهو قوله:{فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}[الحجر: ٥٤] أنه بالتثقيل، وكذلك قرأ الجميع دون حمزة في سورة مريم موضعين:{إِنَّا نُبَشِّرُكَ}[مريم: ٧]{لِتُبَشِّرَ بِهِ المتقين}[مريم: ٩٧] ، وكلُّ مَنْ لم يُذْكَرْ مع هؤلاء مَنْ قرأ بالتقييد المذكور فإنه يَقْرأ بفتح حرف المضارعة وسكونِ الباء وضَمِّ الشين.
وإذا أردت معرفة ضبطِ هذا الفصل فاعلَمْ أنَّ المواضعَ التي وقع فيها الخلافُ المذكور تسعُ كلمات، والقرَّاءُ فيها على مراتبَ: فنافع وابن عامر وعاصم ثَقَّلوا الجميع وحمزة خَفَّف الجميع، وابن كثير وأبو عمرو ثَقَّلا الجميع إلا التي في سورة الشورى فإنهما وافقا فيها حمزة، والكسائي خَفَّف خمساً منها وثقَّل أربعاً، فخفَّف كلمتَيْ هذه السورة وكلماتِ الإِسراء والكهف والشورى.
وقد تقدَّم أن في هذا الفعل ثلاثَ لغات:«بَشَّر» بالتشديد، وبَشَر بالتخفيف، وعليه ما أنشده الفراء:
١٢٥٦ - بَشَرْتُ عيالي إذ رأيتُ صحيفةً ... أَتَتْكَ من الحَجَّاجِ يُتْلَى كتابُها
والثالثة:«أَبْشَرْتُ» رباعياً، وعليه قراءةُ بعضهم «يُبْشِرُك» بضم الياء، ومن التبشير قول الآخر: