وبالمصترفةِ من غيرِ المتصرفة فإنه لا تَحْتاج إلى فاصلٍ، كقوله تعالى:{وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سعى}[النجم: ٣٩]{وَأَنْ عسى أَن يَكُونَ}[الأعراف: ١٨٥] ، وبغيرِ دعاءٍ من الواقعةِ دعاءً كقولِه تعالى:{أَنَّ غَضَبَ الله}[النور: ٩] في قراءة نافع.
ومَنْ نصب «تكونَ» ف «أَنْ» عنده هي الناصبة للمضارع دخلت على فعل منفي ب «لا» ، و «لا» لا يمنعُ أن يعملَ ما بعدها فيما قبلها من ناصبٍ ولا جازم ولا جارّ، فالناصبُ كهذه الآية، والجازم كقوله تعالى:{إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ}[الأنفال: ٧٣]{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله}[التوبة: ٤٠] ، والجارُّ نحو:: جئت بلا زادٍ «.
و» حَسِب «هنا على بابها من الظن، فالناصبة لا تقع بعد علم، كما أنَّ المخففة لا تقع بعد غيرِه، وقد شَذَّ وقوعُ الناصبة بعد يقين وهو نصٌّ فيه كقوله:
١٧٨ - ٦- نَرْضَى عن الناسِ إنَّ الناسَ قد عَلِموا ... أَنْ لا يدانِيَنا من خَلْقِه بشرُ
وليس لقائلٍ أن يقول: العلمُ هنا بمعنى الظن، إذ لا ضرورةَ تدعو إليه، والأكثرُ بعد أفعالِ الشكِّ النصبُ ب» أَنْ «ولذلك أُجْمِع على انصب في قوله تعالى: {أَحَسِبَ الناس أَن يتركوا}[العنكبوت: ٢] ، وأمَّا قولُه تعالى:{أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ}[طه: ٨٩] فالجمهورُ على الرفع، لأنه الرؤية تقعُ على العلمِ.