آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} [الآية: ١٧٠] في البقرة من أنها يحتمل أن يقال عاطفةٌ أو حاليةٌ، وانَّ جملةَ الامتناعِ حالٌ معطوفةٌ على حالٍ مقدرةٍ كقوله:» أعطُوا السائلَ ولو على فَرَسٍ «فكذا هنا تقديرُه: لا نَشْتري به ثمناً في كل حال ولو كانَ الحالُ كذا، واسمُ» كان «مضمرٌ فيها يعودُ على المشهودِ له: أي: ولو كانَ المشهودُ له ذا قرابةٍ.
قوله:{وَلاَ نَكْتُمُ} الجمهورُ على رفعِ ميم» نكتُم «على أنَّ» لا «نافية، والجملةُ تحتمل وجهين، أحدُهما: - وهو الظاهرُ- كونُها نسقاً على جواب القسمِ فتكونُ ايضاً مقسماً عليها. والثاني: أنه إخبارٌ من أنفسهم بأنهم لا يكتُمون الشهادة، ويتأيَّدُ بقراءة الحسن والشعبي:» ولا نَكْتُمْ «على النهي، وهذه القراءةُ جاءت على القليل من حيث إنَّ دخولَ» لا «الناهية على فعلِ المتكلم قليلٌ، ومنه.
١٨٢ - ٨- إذا ما خَرَجْنا مِنْ دمشقَ فلا نَعُدْ ... بها أبداً ما دامَ فيها الجَراضِمُ
والجمهورُ على «شهادة الله» بالإِضافة، وهي مفعولٌ بها، وأُضيفت إليه تعالى لأنه هو الآمرُ بها وبحفظِها وأَنْ لا تُكْتَمَ ولا تُضَيِّعَ. وقرأ عليُّ أميرُ المؤمنين ونعيم بن ميسرة والشعبي في رواية:«شهادة الله» بتنوين شهادة ونصبِها ونصبِ الجلالة، وهي واضحةٌ، ف «شهادة» مفعول ثان، والجلالةُ نصبٌ على التعظيمِ وهي الأول. والأصلُ: ولا نكتُم اللهَ شهادةً، وهو كقولِه: {