فكهذه الآية، وأمَّا «وفَّى» بالتشديد فكقوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الذي وفى}[النجم: ٣٧] ، وأمَّا «وَفَى» بالتخفيف فلِم يُصَرَّح به، وإنما أُخِذَ مِنْ قوله تعالى:{وَمَنْ أوفى بِعَهْدِهِ مِنَ الله}[التوبة: ١١١] ، وذلك أنَّ أَفْعَلَ التفضيلَ لا يُبْنَى إلا من الثلاثي كالتعجُّب هذا هو المشهورُ، وإنْ كانَ في المسألة كلامٌ كثيرٌ، ويُحْكى أن المستنبِطَ لذلك أبو القاسم الشاطبي، ويجيء «أَوْفَى» بمعنى ارتفع، قال:
٤٠٥ - رُبَّمَا أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثوبي شَمالاتُ
و «بعهدي» متعلِّقٌ ب «أَوْفُوا» والعَهْدُ مصدرٌ، ويُحتمل إضافتُه للفاعل أو المفعول. والمعنى: بما عَاهَدْتُكم عليه من قَبول الطاعة، ونحوُه:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يابني آدَمَ}[يس: ٦٠] أو بما عاهَدْتموني عليه، ونحوُه:{وَمَنْ أوفى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ الله}[الفتح: ١٠] ، {صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ الله عَلَيْهِ}[الأحزاب: ٢٣] .
قوله:«أُوْفِ» مجزومٌ على جوابِ الأمر، وهل الجازمُ الجملةُ الطلبيةُ