لمجيئِهم لأنه يتضمَّنُ قولاً، و «لا» في هذه الأوجهِ كلِّها ناهيةٌ، ويجوزُ أَنْ تكونَ نافيةً على الوجهِ الثاني، ويكون الفعلُ منصوباً ب «أنْ» بعد «لا» النافية، فإنَّ «لا» النافيةَ لا تمنعُ العاملَ أَنْ يعملَ فيما بعدها نحو: «جئتُ بلا زيدٍ» ، ولم يذكرْ الحوفي غيرَه.
قوله:«لو شاءَ» قدَّر الزمخشريُّ مفعولَ «شاء» : لو شاءَ إرسالَ الرسلِ لأَنْزَلَ ملائكةً. قال الشيخ:«تَتَبَّعْتُ القرآنَ وكلامَ العربِ فلم أَجِدْ حَذْفَ مفعولِ» شاء «الواقع بعد» لو «إلاَّ مِنْ جنسِ جوابِها نحو:
{وَلَوْ شَآءَ الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الهدى}[الأنعام: ٣٥] أي: لو شاءَ جَمْعَهم على الهدى لجَمَعهم عليه، {لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً}[الواقعة: ٦٥]{لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً}[الواقعة: ٧٠]{وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ}[يونس: ٩٩]{وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}[الأنعام: ١١٢]{لَوْ شَآءَ الله مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ}[النحل: ٣٥] . وقال الشاعر: