والرزقُ لغةً: العطاءُ، وهو مصدرٌ، قال تعالى:{وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً}[النحل: ٧٥] ، وقال الشاعر:
١٢٠ - رُزِقْتَ مالاً ولم تُرْزَقْ منافِعَه ... إنَّ الشقيَّ هو المَحْرُوم ما رُزِقا
وقيل: يجوز أن يكونَ «فِعلاً» بمعنى مَفْعول نحو: ذِبْح ورِعْي، بمعنى مذبوح وَمَرْعِيّ. وقيل: الرزق بالفتح مصدرٌ، وبالكسر اسم، وهو في لغة أزد شنوءة الشكر ومنه:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}[الواقعة: ٨٢] وسيأتي في موضعه] ، ونفق الشيء نَفِد، وكلُّ ما جاء ممَّا فاؤُه نونٌ وعينُه فاءٌ فدالٌ على معنى الخروج والذهاب ونحو ذلك إذا تأمَّلت، قال الزمخشري، وهو كما قال نحو: نَفِد نَفَق نَفَر نَفَذ نَفَس نَفَش نَفَثَ نفح نفخ نَفَضَ نَفَل، وَنَفق الشيءُ بالبيع نَفَاقاً ونَفَقَت الدابَّةُ: ماتَتْ نُفوقاً: والنفقَةُ: اسمُ المُنْفَق.
و «مِنْ» هنا لابتداء الغاية، وقيل: للتبعيض، ولها معانٍ أُخر: بيانُ الجنس: {فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان}[الحج: ٣٠] ، والتعليل:{يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ في آذَانِهِم مِّنَ الصواعق}[البقرة: ١٩] ، والبدلُ:{بالحياة الدنيا مِنَ الآخرة}[التوبة: ٣٨] ، والمجاوزةُ:{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ}[آل عمران: ١٢١] ، وانتهاء الغاية قريبٌ منه، والاستعلاءُ: {وَنَصَرْنَاهُ