للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وراود رجل امرأة عن نفسها وأمرها بغلق الأبواب ففعلت، وقالت له: قد بقي باب واحد، قال: وأي باب هو؟ قالت: الباب الَّذِي بيننا وبين الله -عز وجل- فلم (يعرض) (*) لها.

وراود رجل أعرابية، قال لها: ما يرانا إلا الكواكب، قالت: فأين مكوكبها؟!

وهذا كله من ألطاف الله وحيلولته بين العبد ومعصيته.

قال الحسن -وذكر أهل المعاصي-: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم.

وقال بشر: ما أصر عَلَى معصية الله كريم، ولا آثر الدُّنْيَا عَلَى الآخرة حكيم.

ومن أنواع حفظ الله لعبده في دينه: أن العبد قد يسعى في سبب من أسباب الدُّنْيَا، إما الولايات أو التجارات أو غير ذلك، فيحول الله بينه وبين ما أراده لما يعلم له من الخيرة في ذلك وهو لا يشعر مع كراهته لذلك.

قال ابن مسعود: إن العبد ليهم بالأمر من التجاوة والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسَّرته له أدخلته النار.

فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل.


= نحو هذا ورفعوه، وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعوه، وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش فأخطأ فيه، وقال عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد ابن جبير عن ابن عمرو، وهو غير محفوظ، وعبد الله بن عبد الله الرازي هو كوفي .. " الخ. وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٢٢٦): رواه الترمذي من حديث الأعمش به وقال: حسن، وذكر أن بعضهم رواه فوقفه عَلَى ابن عمر، فهو حديث غريب جدًا، وفي إسناده نظر، فإن سعدًا هذا قال أبو حاتم: لا أعرفه إلا بحديث واحد، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه سوى عبد الله الرازي هذا فالله أعلم.
(*) يتعرض: "نسخة".