للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعجبه نحو الرجل أمره بالصلاة".

وقال ثابت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشبع من الصلاة".

وفي رواية عن أنس أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْجَائِعُ يَشْبَعُ وَالظَّمْآنُ يَرْوَى وَأَنَا لَا أَشْبَعُ مِنْ حُبِّ الصَّلَاةِ» (١). خرَّجه عبد الله بن أحمد في الزهد.

وعن أبي هريرة قال: "كان داود -عليه السلام- كثير الصلاة لا يفتر".

وكان ثابت البناني لا يقدر أن يَقَرّ من الصلاة حبًّا لها، وكان يقوم الليل أربعين سنة ويدعو في السحر: اللهم إن كنت أذنت لأحد من خلقك أن يصلي في قبره فاجعلني منهم، فلما مات وسُوي اللَّبن عَلَى لحده، سقطت منه لبنةٌ، فنظروا إِلَيْهِ قائمًا يصلي في قبره.

كان محمد بن النضر الحارثي لا يفتر من الصلاة، فكان إذا خرج حاجًّا فنزل الناس، قام يصلي، ثم إذا قرب ارتحالهم تقدم عَلَى رأس ميل يصلي حتى {إذا سمع حس} (*) الإبل فإذا أدركته تقدم عليها يصلي حتى تلحقه فلا يزال كذلك حتى يصلي العصر ثم يركب في وقت النهي عن الصلاة.

وكان كرز بن وبرة لا يفتر عن الصلاة، وكان إذا حج ونزل الناس منزلاً، توارى عن الناس يصلي في موضع لا يرونه، فإذا سمع بحركة الناس للسير، جاء إِلَى رفقته فاحتبس عنهم يومًا عند الرحيل، فطلبه بعض رفقته فوجده قائمًا يصلي في يوم شديد الحر وغمامة تظله، فاجتهد به حتى حلف له أن لا يخبر بما رأى منه أحدًا حتى يموت.

[[شعر]]

كم أكتم حبكم عن الأغيار ... والوجد يذيع في الهوى أسراري

كم أستركم هتكتمو أستارى ... من يخفي في الهوى لهيب النار


(١) ذكره الديلمي في "الفردوس" (٢٦٢٢) عن أنس.
(*) من الحلية (٨/ ٢٢٠).