للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

خرَّج البخاري -رحمه الله- في "صحيحه" (١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لن يُنَجِّيَ أحدًا منكم عملُه".

قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟

قَالَ: "ولا أنا إلاَّ أن يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ برحمتِهِ، سَدِّدوا وقاربوا واغدوا ورُوحوا وشيءٌ من الدُّلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا".

وخرَّجه أيضاً (٢) في "موضع آخر" (*) في كتابه، ولفظه: "إن هذا الدِّين يُسر، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلاَّ غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة".

وخرج أيضاً (٣) من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّه قَالَ: "سدّدوا وقاربوا وأبشروا، فإنَّه (لا يُدخل الجنةَ أحدًا عملُه) (**) ". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟

قَالَ: "ولا أنا إلاَّ أن يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ برحمتِهِ" ( ... ) ".

وخرج أيضاً (٤) من حديثها عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: "سدّدوا وقاربوا واعلموا أنّه لن يُدخل أحدَكم عملُه الجنة، وإنَّ أحبَّ الأعمال إِلَى الله أدومها وإنْ قلَّ".

اشتملت هذه الأحاديثُ الشريفةُ عَلَى أصلٍ عظيمٍ، وقاعدةٍ مهمةٍ. ويتفرع عليها مسائلُ شتَّى من مسائِل السير والسلوك إلى الله تعالى في طريقه الموصل إِلَيْهِ.


(١) برقم (٦٤٦٣).
(٢) برقم (٣٩).
(*) مواضع آخر: "نسخة".
(٣) برقم (٦٤٦٧).
(**) (لن يَدخلَ الجنةَ أحد بعمله): "نسخة".
( ... ) بمغفرته ورحمته: "نسخة".
(٤) برقم (٦٤٦٤).