فأفضل الناس من سلك طريق النَّبيّ صلّى الله عليه وسلم وخواص أصحابه في الاقتصاد في العبادة البدنية والاجتهاد في الأحوال القلبية، فإنَّ سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان.
جاء رجلٌ إِلَى بعض العارفين فَقَالَ له: قطعتُ إليك مسافةً،
فَقَالَ له: ليس هذا الأمر بقطع المسافات، فارِق نفسك بخطوةٍ وقد حصل لك مقصودك.
وقال أبو يزيد: رأيت ربَّ العزة في المنام فقلت له: يا ربِّ كيف الطريق إليك؟
قال: اترك نفسك وتعالَ.
ما أُعْطِيتْ أمَّة ما أعطيت هذه الأمة ببركة متابعة نبيها - صلى الله عليه وسلم - حيث كان أفضل الخلق، وهديه أكمل الهدي، مع ما يسر الله عَلَى يديه من دينه ووضع به من الآصار والأغلال عن أمته.
فمن أطاعه فقد أطاع الله، وأحبه الله واهتدى بهدى الله.