للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فهم النصوص المطلقة في ضوء النصوص المقيدة]

وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيَّدة في أحاديث أُخر، ففي بعضها: "من قال: لا إله إلا الله مخلصًا" (١) وفي بعضها: (مُستيقنًا) (*) " (٢)، وفي بعضها: "يصدق قلبه لسانه" (٣) وفي بعضها: "يقولها حقًّا من قبله" (٤) وفي بعضها: "قد ذل بها لسانه، واطمأن بها قلبه" (٥).

وهذا كله إشارة إِلَى عمل القلب، وتحققه بمعنى الشهادتين، فتحققه بقول: لا إله إلا الله أن لا يأله القلب غير الله حبًّا ورجاءً، وخوفًا، وتوكلا واستعانة، وخضوعًا وإنابة وطلبًا، وتحققه بأن محمدًا رسول الله، ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله عَلَى لسان رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -.


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٢٣٦).
(*) "متيقنا": "نسخة".
(٢) أخرجه مسلم (٣١) من حديث أبي هريرة.
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ٣٠٧) قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٤٠٧): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير معاوية بن معتب، وهو ثقة.
(٤) أخرجه أحمد (١/ ٦٣).
قال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٠): قلت: لعمر حديث رواه ابن ماجه، بغير هذا السياق، ورجاله ثقات، رواه أحمد.
(٥) أخرجه البيهقي في الشعب رقم (٩) من حديث أبي قتادة.
وأورده الهيثمي في المجمع (١/ ٢٦) عن سعد بن عبادة قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أطاع بها قلبه، وذل بها لسانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله حرمه الله -عز وجل- عَلَى النار".
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن ريد بن أسلم، والأكثر عَلَى تضعيفه.