للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جاء هذا المعنى مرفوعًا إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - صريحًا أنَّه قال: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ

إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. قِيلَ: مَا إِخْلَاصُهَا يَا رَسُولَ الله؟! قَالَ: أَنْ تَحْجِزَكَ (عَمَّا) (*) حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيكَ».

وهذا يُروى من حديث أنس بن مالك (١)، وزيد بن أرقم (٢)، ولكن إسنادهما لا يصح. وجاء أيضاً من مراسيل الحسن نحوه.

وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله غير الله، والإله الَّذِي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا، ومحبة وخوفًا ورجاء، وتوكلاً عليه، وسؤالا منه، ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله، ونقصًا في توحيده (فكان فيه عبودية لذاك المخلوق) (**) بحسب ما فيه من ذلك.

...


(*) عن كل ما: "نسخة".
(١) أخرجه الخطيب في تاريخه (١٢/ ٦٤).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٥/ ٥٠٧٤)، وفي الأوسط (٣ - مجمع البحرين).
وأورده الهيثمي في المجمع (١/ ٢٣) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير إلا أنَّه قال في الكبير: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إخلاصه أن تحجزه عما حرم الله عليه" وفي
إسناده: محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، وهو وضاع.
(**) وكان فيه من عبودية المخلوق "نسخة".